قالت الباحثة في الشأن الإيراني، أمل عالم، إن زيارة سفير إيران لمنزل القيادي الحوثي حسن زيد الذي اغتيل مؤخرا في صنعاء وتقديمه العزاء وقبل ذلك مشاركته الحوثيين والجماهير في صنعاء احتفالات المولد النبوي، يشير إلى أن مهامه الرئيسية حالیاً هي في إطار القوة الناعمة والعمل على ترسيخ الإيديولوجيا سواء بين أجنحة الحركة الحوثية المختلفة أو الأوساط الشعبية اليمنية.
ووصل السفير حسين إيرلو العاصمة صنعاء في ظروف لا تزال ملابساتها غامضة بعد تعيينه بهذه المهمة بصلاحيات مطلقة كما جاء على لسان مسؤول إيراني، وسط اتهامات أمريكية لطهران بتهريبه لليمن تحت غطاء سفير على الرغم من قطع العلاقات بين البلدين.
وأضافت عالم وهي حاصلة على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة شهيد بهشتي بطهران وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة حلب، أن "إيران تريد أن تعيش طويلاً في اليمن ومن يريد أن يعيش طويلاً في بيئة ما، يجب أن يفهمها جيداً ليظهر كصديقاً مخلصاً لحليفه ووسيطاً فاعلاً بالنسبة للآخرين، وهذا يتطلب الدخول إلى عمق المجتمع وفهم تركيبته الإجتماعية".
وتابعت في تغريدات على حسابها بموقع تويتر "قد يفسر هذا الأمر التحرك الإيراني لإعلان وجود سفير في صنعاء ، فمن السهل أن يختفي رجل عسكري في الجبهات وينكر وجوده هناك، لكن من الصعب على من يريد النزول إلى الشارع والإختلاط بالأوساط السياسية والشعبية أن يبقى مجهولاً".
وأشارت إلى أنه "كون حسين ايرلو ينتمي للحرس الثوري الإيراني لا يعني اقتصار مهامه على الجانب العسكري، تصدير العقائد الإيديولوجية للثورة الإيرانية هي من مهام الحرس الثوري، وهي التي توفر الغطاء لحضوره عسكرياً".
وختمت بالتأكيد على أنه "لا تبدأ مهام الحرس الثوري في مكان ما مع وجود حرب ولا تنتهي بإنتهائها لذلك من المهم نسج علاقات متينة داخل المجتمع تضمن استمرارية بقاءه هناك".