قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، أن جزءا من مهمتها الإنسانية يتمثل بتقديم أشكال مختلفة من الدعم في مجال الطب الشرعي لمختلف السلطات في جميع أنحاء اليمن، مشيرة إلى أنها دعمت في أغسطس 2019 إنشاء لجنتين وطنيتين لدعم وتطوير الكفاءات في مجال الطب الشرعي، تتكون اللجنتان التي يترأسهما النائب العام في كل من صنعاء وعدن من مختصين يمنيين في الطب الشرعي ورئيس قسم الأدلة الجنائية ورئيس قسم البحث الجنائي ومندوبين من السلطات الصحية.
وأضافت في تصريح صحفي أن من الأنشطة العديدة التي تقوم بها هاتين اللجنتين،ضمان الدفن الكريم المؤقت لجثث مجهولة الهوية مع اتباع إجراءات التوثيق الملائمة التي تسمح لأهاليهم بمعرفة مصيرهم والتمكن من اجراء مراسم دفن كريمة وملائمة لهم متى ما أمكن ذلك.
وأكدت أن "الهدف الرئيسي من دعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هو تقليل احتمالية أن ينتهي المطاف بهؤلاء الأشخاص كمفقودين يصعب تحديد هوياتهم في المستقبل"، مضيفة أنها دعمت "السلطات المعنية من خلال القيام بعقد تدريبات فنية في مجال الإدارة السليمة والكريمة للموتى، وتتبرع بالمعدات اللازمة وتسهل لوجستياً الدفن المؤقت للجثث مجهولة الهوية بطريقة تحفظ بياناتها وخصائصها وأماكن دفنها".
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه من حق "العائلات أن تسأل عن مصير أحبائها ولها الحق في معرفة ما حدث لهم، وعليه تُعتبر الإدارة السليمة للموتى جزءًا مهمًا في هذا المسعى".
وقالت "النزاع المسلح الجاري في اليمن ونقص الوقود وإنقطاع الكهرباء وعدم توفر الموارد البشرية المؤهلة الكافية وضعف الطاقة الاستعابية لثلاجات حفظ الموتى، هي بعض التحديات التي حالت دون الإدارة السليمة للموتى لسنوات حتى الان"، لافتة إلى أن اللجنتان حتى الأن بتنفيذ هذا النشاط واتباع الإجراءات الملائمة في كل من عدن والحديدة وصنعاء وذمار".
ونوهت اللجنة الدولية أن مسؤولية تحديد سبب الوفاة وتوثيق بيانات ما بعد الوفاة والدفن المؤقت الملائم الذي يحفظ كرامة وخصائص الجثث والتسليم إلى العائلات عندما يكون ذلك ممكنا هي مسؤولية السلطات المعنية وفقا للقوانين المحلية والدولية ذات العلاقة، وليس ضمن نطاق عمل اللجنة الدولية أو طاقتها أو صلاحيتها الإطلاع على كل هذه البيانات وتحمل هكذا مسؤولية.
واستدركت بأنها "ومن خلال دعمها لكافة السلطات المعنية في كافة أرجاء البلاد تأمل أن تحول هذه الإجراءات دون انتهاء المطاف ببعض الأشخاص كمفقودين يصعب تحديد هوياتهم في المستقبل ،وأن تساعد في إعادة الرفات البشرية لهولاء الموتى لذويهم في المستقبل، إيماناً منها بحق العائلات بمعرفة مصير أحبائهم متى ما سنحت الفرصة وحقهم باجراء مراسم دفن كريمة وملائمة لهم متى ما أمكن ذلك".