أكد د. محمد جميح، مندوب اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، تضرر أكثر من ٢٠٠ مبنى أثري في مدينة شبام حضرموت المصنّفة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، بسبب الأمطار.
وأضاف في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر “خاطبنا اليونسكو مؤخراً حول أثر الأمطار على عدد من مواقع التراث العالمي في اليمن، وننتظر استجابة عاجلة، لأن الوضع خطير”.
وتعرضت عدد من مواقع التراث العالمي في اليمن للأضرار مؤخراً بسبب الأمطار الغزيرة التي عصفت بالبلد، بينها مواقع في صنعاء القديمة، وشبام حضرموت التي تهدمت فيها عدد من البيوت الطينية.
وفي الخامس من الشهر الجاري، طالب جميح اليونسكو بسرعة التدخل لحماية مواقع التراث العالمي في اليمن ومواجهة الأضرار التي لحقتها نتيجة السيول والأمطار وتسببت بتضرر عدد من المواقع التاريخية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”.
وقال جميح في رسالته إلى مديرة المنظمة أودوراي أوزولاي، إن الأمطار والفيضانات التي ضربت اليمن مؤخراً أدت إلى حدوث دمار طال عدد من المواقع الأثرية في البلد، بينها المواقع الأثرية الثلاثة المسجلة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي في صنعاء القديمة ومدينة زبيد، وشبام حضرموت.
وشدد مندوب اليمن لدى اليونسكو على ضرورة لجوء المنظمة إلى صندوق طوارئ التراث العالمي لتسريع عمليات مواجهة الأضرار المترتبة على الأمطار الغزيرة التي يشهدها اليمن، والتي أثرت على بعض مواقع التراث الإنساني في البلد.
من جهتها، أعلنت اليونسكو في بيان لها يوم الـ14 من أغسطس الجاري، أن موقعين من مواقع التراث العالمي، هما مدينتي شبام وزبيد، تأثرا بمستويات من الضرر أقل من المستويات المرصودة في مدينة صنعاء القديمة، مشيرة إلى أنها بدأت “بعمليات الترميم في المدينتين والإصلاحات الطارئة للمنازل وأسوار المدينة والمناطق العامة. بالإضافة إلى استمرارية إعادة تقييم الاحتياجات حسب الأحداث الأخيرة لضمان الاستجابة المناسبة بالتعاون شركائها المحليين”.
مشروع ترميم بتمويل خارجي
في 23 يونيو الماضي، دُشنت المرحلة الأولى من إعادة تأهيل مدينة شبام التاريخية ضمن مشروع تبلغ تكلفته 509 آلاف دولار، بتمويل من الإتحاد الأوروبي عبر منظمة اليونسكو والصندوق الاجتماعي للتنمية، وإشراف فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.
ويتضمن المشروع “إعادة تأهيل 40 من المنازل المتضررة والتدخل العاجل للبنية التحتيةـ وترميم الأجزاء المتضررة من سور المدينة، وإزالة جزء من الأشجار حول المدينة”.
وقال مدير فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بحضرموت، حسن عيديد، يومها إن المشاريع ستنفذ عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية وبآلية النقد مقابل العمل، بهدف توفير فرص عمل للشباب وتحسين الوضع المعيشي.
تاريخ وانضمام لليونسكو
ويعود تاريخ مدينة شبام – وفق المصادر التاريخية – إلى القرن السادس عشر الميلادي، ويعد البناء الأفقي بالطين من أقدم المباني عبر تاريخ العربي والإسلامي.
وقد ضمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى قائمة التراث العالمي عام 1985، مع مدينة صنعاء القديمة، باعتبار “شبام حضرموت” مدينة تاريخية، تشكل منازلها الطينية أقدم مدينة ناطحات للسحاب في العالم، بالرغم أنها مبنية من الطين، وباعتبارها أعجوبة من أعاجيب الفن المعماري في العالم، وفقا لنظام هندسي دقيق توقف عنده الكثير من المعماريين.
وفي 2015 أضافتها لقائمة المواقع التراثية المهددة بالخطر.
وتشكل المدينة المسوّرة والتي تعود إلى القرن السادس عشر أحد أقدم النماذج وأفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء العمودي.
وتعود تسميتها “بمانهاتن الصحراء” إلى مبانيها البرجية الشاهقة المنبثقة من الصخور.
ويصل عدد مبانيها إلى 470 منزلا بُنيت جميعها من مادة الطين، بأطوال تتراوح ما بين (8 – 5) طوابق (ارتفاع)، ما جعلها توصف بأول ناطحات سحاب “طينية” في العالم.