حسين الصادر
قبل حوالي شهرين تحدثت إلى إحدى القنوات عن تعنت المليشيات الحوثية ومنعها للفرق الفنية من زيارة سفينة صافر العائمة والمحملة بأكثر من مليون برميل من النفط وتقييم المخاطر واحتمالية تسرب النفط من خزانات السفينة المتهالكة.
في ذلك التاريخ سألت عن أهداف الحوثي من التعنت ووضعه العقبات وكلها تهدف إلى بقاء الكارثة المحتملة دون حل.
وقلت إن الحوثي سوف يستثمر هذه القضية بأكبر قدر ممكن ، وهو الأمر الذي يفعلة الحوثي وطبيعة هذه القضية مناسبة للاستثمار نتيجة حجم الكارثة المحتملة وتأثيراتها في المحيط الإقليمي والدولي.
ومنذ ذلك التاريخ قبل شهرين توالت التصريحات المنددة بموقف الحوثي من مجلس الأمن والبيت الأبيض والخارجية الأمريكية.
وهذه التصريحات تعكس بمستوياتها المختلفة إصرار الحوثي على استغلال القضية برمتها واستثمارها، بل وتهديد المحيط الاقليمي والممرات الملاحية بأكبر كارثة بيئية.
من المؤكد أن أي تقدم في موضوع السفينة لن يحدث إلا عبر طهران فيبدو أن القضية تجاوزت الوكيل المحلي وأصبحت ورقة إيرانية بامتياز ومن الواضح أن الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض يدركون الأمر.
لقد أصبحت السفينة العائمة صافر أزمة حقيقية بمساحة إقليمية ودولية، مما دفع بجامعة الدول العربية على لسان الأمين العام أحمد أبو الغيظ للقول إن خطورة ناقلة النفط هي بنفس مستوى الكارثة التي حصلت في بيروت.
والحقيقة أن الموقف الدولي ضعيف فهو توقف عند تحديد الطرف الممانع وربما وجه مناشدات، وهذا لايكفي فتحديد الطرف الممانع والمعرقل يحتاج تعريف العمل الذي يقوم به وتصنيفه في القانون الدولي.
ودون عمل جماعي دولي رادع وحازم سوف تتمادى طهران ووكيلها المحلي في مزيد من التعنت والأبتزاز والتهديد.